Navigation

مقاله فلسفية حو ل الحقيقة بين النسبية و المطلقة

مرحبا بكم زملائي الطلبة  متابعي مدونة لننجح الآن في درس جديد من 

دروس الفلسفة و بالضبط مع مقالة فلسفية حول الحقيقة .


السؤال يقول:

هل نجاح الفكرة هو معيار صدقها ؟؟

مقالات  و دروس فلسفية، مقاله فلسفية جول الحقيقة ، الحقيقة بين النسبية و المطلقة، معبار الحقيقة
مقاله فلسفية حو ل الحقيقة بين النسبية و المطلقة

الانسان باعتباره كائن حي فهو فضولي بطبعه ، يسعى الى الكشف عن 


حقيقة الأشياء التي يجهلها  و يبحث دوما في ماهيتها  و تعد الحقيقة احدي 


المواضيع التي شغلت فكره و ايقظت فيه نشوة الفضول لكشفها ،هذه 


الحقيقة التي تعرف في اللغة على أنها الماهية فحقيقة الشيء ماهيته او 


ذاته ، في حين نجد أن لها  في الفلسفة اكثر من تعريف  فهي تعني مطابقة 


التصور أو الحكم للواقع ، في حين يعرفها المناطقة و الرياضيين على انها 


مطابقة النتائج للمقدمات أو الامر الممكن في العقل و لايتضمنه تناقض. هذا 


الإختلاف في المعنى جعل للحقيقة أصناف و انواع  ، ومنه كان لزاما 


حدوث جدل فلسفي و نقاش فكري حول معيار الحقيقة  و مقياسها فمنهم 


من اعتبر أن الحقيقة مقياسها الوضوح و البداهة على أساس أن البداهة و 


الوضوح و الجلاء هم المعيار الحقيقي للحكم على الأمر كونه حقيقة أم لا، 


في حين يرى بعض الفلاسفة أن المنفعة هي المقياس الحقيقى للحكم على 


اي امر، على أساس أن المكاسب و المنافع التي نجنيها من أي فعل أو أمر 


هو الذي يحدد صدق ذلك الأمر و حقيقته  بغض النظر عن كونه هو في حد 


ذاته حقيقة او لا ، فالعبرة بالنتائج لا بالمقدمات .  


ومن أجل تهذيب هذا الخلاف بين الفلاسفة و المفكرين نطرح الإشكال

 التالي :


هل نجاح الفكرة هو معيار صدقها ؟؟


بمعنى هل نحكم على الفكرة على  أنها حقيقة  من خلال النتائج التي نحصل 


عليها و المنافع و المكاسب التي ننالها  منها ؟؟


في بداية القرن 20 م استغل اصحاب النظرة البراغماتية فكرة النسبية 


العلمية لبناء مذهبهم متخدين النفعة مقياسا للحقيقة ، واصبحت حقيقة الشئ  


تكمن في كل ماهو نفعي عملي و مفيد في تغيير الواقع و الفكر معا في هذا  


 الاتجاه يقول وليام جيمس : " يقوم الصدق بكل بساطة فما هو مفيد لفكرنا 


 وصائب فيما هو مفيد لسلوكنا."

هكذا فإن اصحاب النظرة البراغماتية  و على راسهم    "ويليام جيمس"   و 

"بيريس"  و "جون ديوي " يرون أن  الحقيقة نسبيه  و أن مقياس هذه 


الحقيقة هو ما تقدمه لنا من نتائج   مستدلين على ذلك بقولهم أن الفكرة 


الصحيحة  هي التي تؤدي بنا الى النجاح في الحياة العملية لهذا فإن صحة 


الفكرة تعتمد على نتائجها لا عليها هي في حد ذاتها حيث يقول ويليام 


جيمس"ان الحق يقاس  بمقياس العمل  المنتج وليس بمنطق العقل المجرد." 

وفي نفس هذا الاتجاه يقول بيرس : " ان تصورنا لموضوع ما ،هو تصورنا 

لما قد ينتج عن هذا الموضوع من آثار علمية لا أكثر ." و معنى هدا القول : 


أن المعارف الصحيحة انما تقاس بالنتائج المترتبة عنها على ارض الواقع ، 


وهونفس الرأي الذي عبر عنه باشلار في المجالات العلمية و الدراسات 


الحديثة حيث قال عنها : هوفي الحقيقة معرفة تقريبية.." يقصد بذلك 


الحقائق العلمية .


-لا ننكر ان العقل البشري يسعى الى تحقيق ماهو عملي لكن اذا ربطنا 


الحقيقة بالمنفعة و النجاح فانها تصبح مسالة شخصية و نبتعد بذلك عن 


الموضوعية و الدقة وتصبح لاعلاقة لها بالتامل الفسفي بان معيار المنفعة لا 


يسمح لنا  بالتمييز بين الخطأ و الصواب. 





من هذا المنطلق يرى فريق من الفلاسفة ان الحقيقة المطلقة ممكنة طالما 

هدا الانسان يملك عقلا مفكرا ، و هنا نجد افلاطون قديما يميز بين عالمين ، 

عالم المحسوسات و عالم المثل ، فالاول يمثل العالم المادي المحسوس 

المتغير ، و موجوداته هي بمثابة ظلال و اشباح لعالم المثل ، وهدا الاخير 

يمتاز بكونه عالم معقول و ثابت كامل ، وفيه توجد النمادج العليا لكل 

موجوداته ، كما انه خاص بالموهوبين و لا تدركه الابصار و فيه يعاين 

الفيلسوف سلسلة من المثل كالخير و الجمال المطلقين و الدائرة الكاملة ، 

لهدا كانت الحقيقة المطلقة مجسدة في الفكر الدي ينتقل بنا من الادنى الى 

الاعلى او من المحسوس الى المجرد ، وقد جاء افلاطون بنظرية المثل لأن 

المحسوسات تختلف من صفاتها و لدلك فليس هناك صفة داتية مشتركة ، 

فالهندسة مثلا ليست هي عالم مسح الاراضي و لكن هي النظر في الاشكال 

داتها ، وكدلك عالم الحساب ليس هو علم الجزئيات كما يفعل التاجر بل هو 

عالم الاعداد هادفا الى الوصول الى درجة العقلانية التامة و عليه اصبحت 

المثل عند افلاطون تحدد المعيار الدي يجب ان يسير عليه الفرد ، هي عامة 

و مشتركة لدى الجميع ، معقولة لا حسية ، تطبق في كل زمان و مكان لأنها 

لا تتأثر بالظروف و التجربة ، وهدا دليل على ان الحقيقة لا توجد في الواقع 

المحسوس و المتغير .


و في السياق نفسه نجد ارسطو يؤكد على صفة المطلقية بالنسبة للحقيقة ، 

إلا انه يختلف مع استاده افلاطون في الاعتقاد بوجود حقيقة ثابثة مفارقة 

لهدا العالم ، فكل شيء فيه عبارة عن جوهر – ماهية – و صورة ، و 

الجوهر هو الحقيقة الثابتة التي يجب على المفكر ان يصل اليها و ان يدركها 

في شكلها المطلق ، لانه حقيقة لا حقيقة فوقها ، فلكي يوجد الشيء لا بد له 

من جوهر كنقطة بداية ، هدا الشيء الجزئي المفرد الموجود خارج العقل 

الدي له صفة مادية لا بد ان توجد له صورة ، والبرهان العلمي لوجود 

الاشياء يخضع الى معرفة استقرائية ،أي معرفة بالجزئيات ، والمعرفة 

الحسية لا تخطئ الحكم الصادق ما دام البرهان العلمي يعتمد على الشيء 

الظاهر ةعلى هذا الاساس تساءل كيف تمت هندسة الكون الواسع بإشكال لا 

نهاية لها وهو لايقبل ان تكون الحركة بلا بداية فلا بد ان يكون الحركة 

مصدر و هو الله المحرك الاكبر فهو لا يتحرك وهو كائن غير مرئي لا يتغير 

انه السبب النهائي للطبيعة والقوة الدافعة للاشياء واهدافها ولهذا كانت 

الحقيقة عند “ارسطو” تمكن في المحرك الذي لا يتحرك ويقصد بالمحرك – 

الله – الذي يمثل جوهر الوجود

وقد كان لانتشار مختلف النظريات العلمية و الفلسفية في مختلف المجالات 

المعرفية تأثيرا في جعل الحقائق العلمية تقريبية خاصة مع ظهور النسبية 

العددية للفيزيائي “اينشتاين” ومن ثمة تبدد الراي الذي اكد على وجود 

حقيقة مطلقة ، فاتحا المجال لظهور لظهور راي مخالف يحكم ةعلى الحقبقة 

بالنسبية ن وبدلك تجاوز اليقين و المطلقية . ومن دعاة هذا الاتجاه نجد 

انصار العلوم التجريبية . النعرفة العلمية الدين يؤكدون على نسبية الحقبقة 

فلا وجود لشيء ثابت حسب نظرية الفيزيائي هايزلبيرغ في علاقات الارتياب 

التي تؤكد استحالة تحديد موقع الالكترون وسرعته في ان واحد ، والتي 

طرحت مشكلة الحتمية في العلم ، وبما أن التوقع اصبح مستحيلا في 

الفيزياء الدرية فالتصور الكلاسيكي للحتمية ينهار تماما ليحل محله الاحتمال .

و الصورة نفسها التي ميزت مجال الفيزياء تنطبق على الرياضيات باعتبار 

انها كانت تجسد مثالا لليقين و الدقة و الطلقية ، حيث نجد هدا اليقين في 

عصرنا اصبح نسبي.



و مع ظهور الهندسة اللااقليدية مع لوباتشفسكي 1793-1856 و ريحان 

الالماني 1826-1866 م – فكانت المسلمة التي وضعها اقليدس و التي 

اثارت الكثير من الشكوك تلك المعروفة بمسلمة التوازي و تصاغ عادة مكما 

يلي : من نقطة خارج مستقيم يمكن رسم مستقيم واحد فقط موازي للاول ، 


وعلى اساس هده المسلمة يبرهن اقليدس على عدة قضايا في مجال الهندسة و 
منها على الخصوص القضية القائلة : ان مجموع زوايا المثلث تساوي180 

درجة .فكانت محاولة لوباتشفسكي – الجريئة قائمة اساسا على البرهان بالخلق حيث حدد مسلمات اقليدس التي تجسد عكس القضية لإثبات 


نقيض القضية فتوصل الى انه من نقطة خارج مستقيم يمكننا انشاء اكثر من 

موازي للمستقيم ، وانطلاقا من هدا الافتراض توصل ألى عدة نظريات 

هندسية من دون ان يقع في التناقض ، والنفس الشئ مع ريمان الذي 

افترض انه من نقطة خارج مستقيم لا يمر أي موازي له ، و هدا ما يؤكد ان 

الحقيقة في الرياضيات المجردة لم تبق علم دقيق و مطلق و إنما اصبح 

يتميز بالنسبية .

                           - حقيقة ان الأنسان يسعى دوما لاعتناق الحقيقة 

المطلقة و هي أقصلا امانيه لكن كيف لكائن نسبي اعتناق المطلق ، أليس 

هذا منتهى التناقض، ثم ان معيار البداهه و الوضوح ليس معبار موضوعيا 

و ثابتا فما هو  واضح بالنسبة لى هو نفسه غامض و مبهم بالنسبة لغيري

 و بالتالي فالحقيقه تحتاج الى معيار عملي  لا الى افكار نظرية قريبة من 

الجانب الميتافيزيقي ثم تطور الرياضبات يثبت ان الحقيقة الثابته لا

مكان لها في الواقع.


                 -   ومن خلال ما تم دكره نجد هناك من يعتبر الحقيقة 

مطلقة و البعض عكس دلك ، لكن الواقع يبين ان الحقيقة العلمية في 

اطارها الخاص تصدق على كل الظواهر و تفرض نفسها على كل عقل 

و بهدا المعنى تكون مطلقة فحين نقول ان الماء يتكون من درتين من 

الهيدروجين و درة من الاكسجين لا نعني بدلك كمية الماء التي اجريت 

عليها الاختبار بل نعني أية كمية من الماء على الالطلاق . لا توجد هده 

الحقيقة في عقل الانسان الدي اجريت امامه الاخنبار بل في كل عقل 

بوجه عام ، ولكننا قد نكتشف في يوم ما املاحا في الماء بنسب ضئيلة 

فيصبح الحكم السابق نسبيا يصدق في اطاره الخاص ، و هدا الاطار قد 

يكون هو المجال الدي تصدق فيه الحقيقة العلمية كما هو الحال بالنسبة 

لأوزان الاجسام التي يظل مقدارها صحيح في اطار الجادبية و لكنها 

تختلف إذا نقلت إلى مجال الفضاء الخارجي لهدا فإن الحقيقة المطقة 

كثيرا ما يعبر عنها بالنسبية .

الرأي الشخصي : 


لكن الرأي الصحيح هو الدي يرى ان المعرفة الانسانية نسبية بين 

الدات و الموضوع المعروف و هي نسبية تجل كلا منهما مشؤوطا 

بالآخر ، وهدا معناه ان العقل إن هو حاول ادراك المطلق فإنه لا يصنع 

دلك إلا بالنسبة للمقيد ، كما انه لا يتصور الثبات الا في حالة وجود 

التغير ، وهدا يعني احتمال احد الامرين :

إما ان تكون الحقيقة مطلقة و لاامل في ادراكها من طرف مدرك ، واما 

ان يدركها مدرك فتنتقل من المطلقية الى النسبية ، يقول ج س ميل :  

لا نعرف الشيء إلا من خلال جهة ما هو متميز عن غيره من الاشياء و 

اننا لا نعرف الطبيعة الا بواسطة احوالنا الشعورية ، ثم ان كل معرفة 

تابعة للظواهر و ليست هناك معرفة معرفة في داتها أي مستقلة عن 

الموضوع المعروف.

و عليه فإننا نصل الى ان الحقيقة متغيرة حقا نتيجة تعدد مجالات البحث ،
 لكن تغيرها يأخد مصطلح التراكمية أي اضافة الجديد للقديم ، ومن ثمة 

فإن نطاق المعرفة التي تنبعث من العلم يتسع باستمرار ومن هنا يكون 

انتقال العلم الى مواقع جديدة على الدوام علامة من علامات النقص فيه 

، بل ان النقص يكمن في تلك النظرة القاصرة التي تتصور ان العلم 

الصحيح هو العلم الثابت و المكتمل ، وفي هدا تأكيد على ان الحقائق 

كلها نسبية و هي متعددة تابعة لمؤثرات بشرية و فكرية ورغم دلك فإن 

الانسان يطمح دائما إلى بلوغ الحثيثة الاولى مهما كان مفهوم الثبات.

}انتهى ..درس  الحقيقة بين النسبيه و المطلقة ...لقاؤنا في مقالة 

أخرى ان شاءالله.}

مشاركة
Banner

hacen

هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف

أضف تعليق:

0 comments: